التاريخ : 2020-09-28
شيوخ ومحافظون وياقات حمراء
حمل تشكيل مجلس الاعيان دلالات عميقة على حجم التحولات التي عصفت بالدولة الاردنية خلال العالم الحالي حيث جاءت الطبقة البيروقراطية كعنوان لتشكيلة المجلس من جنرلات الجيش ورجال الدولة وكبار موظفيها اضافة الى زعماء العشائر والقبائل.
التشكيلة جاءت محمولة على تداعيات جائحة كورونا، والتي ساهمت بكشف تيارات ، كانت طوال السنوات الماضية تنسج مقاربات تحمل مؤسسات الدولة اعباء المديوينة وغياب التنمية والفقر، لتكون تلك المؤسسات تحت ضغط ومبضع الجراح بدعوى الترشيق والهيكلة.
جاءت كورونا على تلك المقربات الحالمة ووضعتها امام اختبار قاس سرعان ما تداعت ليكون البيرقراط الاردني ممثلا بالقوات المسلحة والاجهزة الامنية والكوادر الطبية والصحية عناوين لانتشال البلاد من اكثر من ازمة ومنعطف خلال الشهور الثلاث الاولى من الازمة.
في الوقت الذي كانت تلك الكوادر تقوم بضبط ايقاع البلاد لتحقق اختراق حقيقي في مكافحة الوباء كانت المنصات والمصفوفات تفشل في تقديم العون الازم لتلك المؤسسات بينما كانت الثغرات القاتلة على المعابر الحيوية تعظم من التحدي الذي نهضت به المؤسسات وحدها.
اليوم ومع عودة جائحة كورونا الى الواجة بفعل خرق عز على الرتق وتخبط الحكومة في مواجهة الموجة الاولى والاعنق من الوباء مترافقة مع استحقاق دستوري يتمثل في اجراء الانتخابات النيابية عكست تشكيلة مجلس الاعيان امس مسار عودة البيروقراطية الاردنية بشكلها الشاب لتكون حصة الجيش العربي نحو ثلث المجلس بما يعكس حقيقة الدور الذي باتت تضطلع به هذه المؤسسة.
الى جوار القوات المسلحة كان حضور القوى المحافظة البيروقراطية، بارزا في تشكيلة المجلس اضافة الى انتقاء بعناية لعناوين قبلية وعشائرية تحضى تاريخيا باعتراف واحترام اوساطها الاجتماعية.
حملت سلال المغادرين من مجلس الاعيان ايضا وجوه محسوبة على تيارات اضافة الى عدد من الرموز البيرقراطية المحافظة والتي على الرغم من المسار الطويل لخدمتها العامة لم تنجح في تقديم قراءة او اداء ينسجم مع التحديات التي تطال البلاد بل وتحول جزء منها الى عبء على مؤسسات الدولة بفعل شبهات استغلال المال العام.
عمليا يمكن القول ان تكليف رئيس حكومة ينتمي للتيار المحافظ ومؤسسات الدولة مسنود بفريق حكومي بنتمي لذات التيار بينما تشير الدلائل الاولى الى ان تركيبة المجلس النيابي القادم ستكون قريبة من هذه الصيغة وفي قلبها.
يمكن القول ان عمق التحديات الاقتصادية والاجتماعية المقبلة والتي ستكون ضاغطة بقسوة خلال العام المقبل نتيجة لتعمق جائحة كورونا وتداعياتها تستدعي فريق حكومي ومجلس امة قادر على اسناد مؤسسات الدولة لمواجهة ما هو قادم.
وسيكون على التيار المحافظ ايضا تحمل عبء اعادة الاعتبار للادارة العامة، من خلال استرداد الثقة بالذات والمبادرة واعادة صياغة مقاربات ورؤى تلك الادارة للتحولات العميقة التي تركتها خلفها الجائحة اليبرالية والمدينة والوبائية ف ي أن معا.
في موازاة التحديات الداخلية تلك سيكون الاردن امام تحديات كبرى تتمثل في مسار التطبيع العربي مع اسرائيل، وهو تحدي سيضع الاردن امام مسار معقد من الازمات والتي تطال الامن الوطني على التحديد في ملفات الحل النهائي والتي كان الاردن وما زال يؤكد على تمسكه بها عبر حل عادل وشامل تحت عنوان حل الدولتين يقضي بقيام دولة فلسطينة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تاريخيا يشكل الجيش عنوان ثقة الشعب الاردني واطمئنانه، ما ان تطل الياقات الحمراء الا ويبيت الاردنيين ليلهم الطويل وهم واثقون ان لبلادهم وثغورها حراسها وجندها الامينون، وهو ما كان امس حينما كانت وسائل التواصل الاجتماعي تردف في كل حين صور للجنرلات الذين باتوا يحرسون مرفق التشريع والرأي الدستوري والوطني.
راصد: 4 مليار دينار ارتفاع المديونية بعهد الرزاز .. وتراجع على مؤشرات عالمية
138 قانونا أقرها مجلس النواب في 170 يوم عمل !!!
ملامح القريب العاجل!
اثر الثقافة السياسية على النظام السياسي
مطلوب في الحال
نواب بالمجلس المنحل امام القضاء قريبا 
"غموض" نادر في المشهد "الدستوري والسياسي" الاردني والجميع يترقب الحسم الملكي في غضون ساعات قليلة جدا
التعايش مع الجائحة